السلام عليكم.. أنا طالبة جامعية عمري 23 سنه أعيش مع والدتي في بيت أهلها بعد انفصالها من والدي (طبعا الانفصال صار وانا عمري بالاشهر... مشكلتي ان والدتي ليست قويه بالشكل المطلوب وضعيفه نوعا ما(هذه وجهة نظري) يعني مع اني اعيش مع خالاتي بس للاسف هم يكرهوني ويكرهون أمي دايم يحاولون يبعدون عنا ويحسسونا انو انتم غيرنا وما نبيكم تقربوناعندنا
مع العلم اني ولله الحمد حالتي افضل من حالتهم مادياوحتى تعامل امي معي حلووو والكل يشهد اني امي حريصه علي افضل من تعامل امهم معهم فهذ احتمال يكون هو اللي ولد شرارة الحقد..
لكن مشكلتي مو انهم يكرهوني هذي عادي اقدر اتجاهلها وأعيش حياتي بس المشكله انهم يغلطون علينا وأنا ما أرد وحتى أمي ما ترد وأنا أحمل أمي مسؤولية عدم ردي عليهم بانها هي أمي واذا تقوة بتقوىبس هي تقول ما صار شي يستحق
الحين بقولكم وش اللي يصير وعطوني رايكم يستحق اننا نتكلم او لا يعني من ضمن الاشياء انو لما يسمعونا انا وامي نتكلم بصوت مرتفع اشوي ويقدرون يسمعون يدخولون القسم لان القسم فيه غرفتنا وفيه غرفه ثانيه مو لنا فالاحظهم يدخلون اذا كان فيه صوت
وحتى امي مالها حق تنام بدون ازعاج الا بغرفتها يعني لو ناكت بغرفه تحت يدخلون يزعجون ولا عبالهم بس لما احد فيهم ينام او يجي ولد اختهم الصغير يكون نايم يقفلون القسم كله ولا احد يمر من عنده
ومرة كنت تحت وكان في هوشه بينهم وكنت بعيده لكني مو مره بعيده يعني اسمع الهواش وجاءت خالتي وهاوشتني وتقولي انت جالسه تتجسسين علينا ورمت علي وعلى امي كلام وعصبة منها ورديت بس ردي كان غبي يعني كنت ارد وانا منرفزه يعني لاعرفت انها اثرت فيني كان ودي ارد بهدوء...
هالشي نرفزني يعني ليش يسوون كل هالسالفه عشان موقف واحد وصار من غير قصد وهو رايحين راجعين لقسمنا عشان يعرفون عنا كل شي حتى لو طلبنا من برى يمرون من الباب عشان يعرفون وش طلبنا.....
وامي ما تتكلم تقول هذي الدنيا....والطامه الكبرى ان خالتي كانت تتحرش فيني جنسيا ووقتها كان عمري 13وخفت اكلمهم يهاوشوني وظليت ساكته الى أن جاء يوم وعلمت امي هي مدري كيف اعرفت وصارت ما تقرب الباب
ويوم قلت لامي ماكنت متوقعتها تسوي شي لانها دايم ما ترد بس قالت لي لو تمر من عند الباب كسرت رجلينه هنا انا انبسطت حسيت ان امي بتوقفها...
وأنا الان لازلت ىاعاتب امي على كل حاجه تصير ومانرد من ضمنها المشكله الاخيره اقولهالو كنت تكلميني من كنت صغيره كان تقويت ووقفتها انا بنفسي بس انت ما تكلميني...لذك ارسلت لكم مشكلتي ابغى اعرف هل امي ضعيفه ام لا؟؟
الشي الثاني خالتي كل ما شافتني متضايقه اذا سمعت برنامج عن التحرش تضحك وتنبسط..مخيف جدا وتحاول دايم تدخل بيني وبين اي واحده اتكلم معها تبي تبعدها عني ولا تبغني اكون احلى منها في اي مكان تبغاني دايم منكسره ومتحطمه شريره جدا....ما اعرف كيف اتعامل معها افيدوني...
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، وبعد:
حينما قرأت المشكلة وجدت أن فيها جوانب كثيرة لم توضحها السائلة، ولها علاقة مباشرة بالحل أو المشكلة، فمثلا:
- هل الجدان على قيد الحياة؟
- وهل لهما تأثير على الأسرة بشكل عام وعلى التوجيه والإرشاد أو قيادة البيت؟
- كم عدد الخالات، ومستوى تعليمهم ووضعهم الاجتماعي، وهل أمك هي الوحيدة من بين أخواتها التي تعيش في عزلة عنهن؟
وحقيقة هذه المشكلة وغيرها من المشاكل الأسرية بعض مما تعج به البيوت الكبيرة التي يكثر عدد أفراد العائلة فيها بفروعها، ويحصل في مثلها بعض التحرشات الجنسية نظرًا لكثرة العدد وغفلة الرقيب، وكذلك الغيرة وما يترتب عليها من مشاكل كالحسد والبغضاء وافتعال المشكلات والعداوات.
وكل هذا مسؤولية الوالدين وهذه الأمور هي نتاج التربية من الصغر ومرتبطة بمدى نشر المحبة والتفاهم بين الأبناء حتى إذا كبروا وأصبح لكل واحد منهم عائلة ظهر الترابط والتآلف بينهم وبين أفراد الأسرة الكبيرة.
ولهذا فإني أنصح ابنتي بما يلي:
1- تقوى الله تعالى، فإن من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، وسهل أمره ورزقه من حيث لا يحتسب، فهي علاج نافع وفعال لكثير من المشكلات، والآيات في هذا المعنى كثيرة ومعلومة.
2- الإحسان إلى من أساء إليك، نعم، فإنه باب عظيم من أبواب العلاج فالله تعالى يقول (ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) وهذا أمر شاق على النفس أن يحسن إلى من أساء إليه، ولهذا قال تعالى في نهاية الآية (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
والشاعر يقول:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
وكذلك الهدية فإنها تسل الحقد وتصفي النفوس.
3- النقاش الهادي والحوار الصريح بين الإخوة والأخوات ومعرفة ما في النفوس وعلاجها فربما يكون هناك سبب لا يتوقع، وأمور تافهة تراكمت، فيكون النقاش والمكاشفة والمصارحة سببًا في إزالة ما يكون في النفس.
وفي الختام أقول:
إن أمك ربما ليست بذاك الضعف الذي ترين بدليل تحركها في المسائل الكبيرة، ولكنها ترى أن مثل هذه الأمور تافهة، أو أنها لا تستحق أن تكون سببًا في تكبير الفجوة الحاصلة بينها وبين أخواتها، أو أنها تؤمل في مزيد من التقارب والإصلاح، وهذا كله أمر جيد.
فمن العقل أن يداري الإنسان- إلى حد ما- من يعيش معه لتحسن العشرة وتدوم الحياة وتستمر.
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم، ويهدي الجميع لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.
الكاتب: الشيخ محمد بن علي العرفج
المصدر: موقع اليوم السابع